تنامت ظاهرة التغيير الديموغرافي في مدينة تدمر الأثرية والبلدات المحاذية لها في ريف حمص، وذلك بعد إجبار السكان على الهجرة وازدياد عددهم على نحو غير مسبوق، وجلب عوائل الميليشيات إلى المدينة.
حيث سعت إيران للسيطرة على المدينة وبسط نفوذها على مساحات المدينة المترامية الأطراف جغرافيًا، حتى أحكمت قبضتها على معظم مقدرات المدينة وضمّت بعض التجمعات السكنية والمنازل والمواقع الأثرية لصالحها.
السطوة الإيرانية على مدينة تدمر لم تعد تخفى حيث استطاعت طهران فرض نفوذها بشكل واسع على المدينة عبر قوى محلية ترفع راية إيران وتهدد بسلاحها، متبعة أساليب الترهيب والترغيب، جالبة عائلات مقاتلين شيعة افغان وايرانيين ليسكنوا في عدة أحياء غربي المدينة والمدينة الأثرية والأحياء المجاورة لها ومنازل المدنيين القريبة منها حيث.يمنع على السكان المحليين الدخول إليها.
كما إن المنازل القريبة من مطار “تدمر العسكري” غير مأهولة بالسكان وغير مسموح بعودة الناس إليها.
ويسمح للأهالي بالسكن والاستقرار من وسط المدينة إلى حدود الفرن الآلي شمالي المدينة.
ويذكر أن الميليشيات التابعة لإيران استولت على بعض أملاك من هم خارج سوريا، وتتواصل مع بعضهم الآخر في الخارج عن طريق عملاء لها من أهالي المدينة ومن مدينة السخنة تطلب منهم بيع ممتلكاتهم، الحيوية وخاصة منطقة البيارات الغربية (الدوة) بحجة الحرص والخوف عليها من استيلاء الإيرانيين عليها
ومن سياسة التغيير الديمغرافي قيام ميليشيا لواء فاطميون زينبيون ، باستهداف مناطق انتشار رعاة الأغنام وإقامتهم قرب بلدة السخنة على طريق دير الزور تدمر. كما قامت بعملية اختطاف رعاة الأغنام، واستهداف مواشيهم عبر دوريات جوالة لها في عموم مناطق البادية السورية، ضمن سياسة التنكيل، بهدف تهجيرهم خارج مناطق سيطرة قوات النظام وفقاً لبعض أهالي وسكان المدينة.
“ويذكر أنه يوجد حوالي 150 عائلة في تدمر من سكانها الأصليين والباقي مهجرون، يتوزعون بين الشمال السوري ومخيم الركبان الصحراوي الموجود في البادية السورية، وكذلك منهم من توجه إلى تركيا ثم أوروبا، ونسبة قليلة جدا في مناطق سيطرة النظام السوري”.والموجودون الآن لا تتجاوز 2 ٪ من سكان المدينة سابقا
ولمدينة تدمر أهمية استراتيجية بالنسبة للميليشيات الإيرانية كونها تقع في منطقة مهمة في البادية السورية وعقدة مواصلات تجمع مناطق شرق وغرب سوريا وكذلك مناطق الشمال بالجنوب ، كما تعد قاعدة استراتيجية ومركز عمليات الميليشيات ضد التهديدات التي تواجههم من قبل القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة التنف”. وهي غنية بالثروات الباطنية.
وتأتي عملية التهجير ضمن خطة إيرانية بدأت من منطقة دير الزور، وخصوصاً ريفه الشرقي في الميادين والبوكمال، وبدأت تمتد عن طريق البادية السورية إلى منطقة “السخنة” و”تدمر” بريف حمص وربما تتواصل لاحقاً إلى مناطق جديدة بريف دمشق الشرقي ,وذلك ضمن”مشروع يدعى “فجر 3″ وهو طريق يفتح من طهران إلى بغداد إلى دمشق وهذا الطريق، يجب أن يمر من البوكمال مروراً بالبادية السورية ومدينة تدمر ،وهي موقع جغرافي مهم يطل على عدد من المناطق السورية”.