القذارةُ الرُّوسيَّةُ لا تقفُ عندَ حدٍّ، ولا تخضعُ لدينٍ سمحٍ، ولا لخلقٍ كريمٍ، ولا لعرفٍ دوليٍّ، ولا مشاعرَ إِنسانيَّةٍ، ولا لمبادئِ حقوقِ الإِنسانِ الكاذبةِ، ولا تخضعُ لأَيِّ توصيفٍ حضاريٍّ أَو ثقافيِّ أَو اجتماعيٍّ أَو سياسيٍّ… فهي منذُ قرونٍ وقرونٍ ما زالت ترتكبُ أَبشعَ الجرائمِ، وتتنهكَ كلَّ القوانينِ والأَعرافِ، وهي تتباهى بكلِّ ذلكَ، وتتفاخرُ به، وآخرُ حروبِها العدوانيَّةُ المتوحِّشةُ تلكَ الحربُ التي تشنُّها اليومَ على أَوكرانيا، وقد قامت بالكثيرِ من الحروبِ السَّابقةِ في هذه المنطقةِ لبسطِ هيمنتِها، وسلبِ ثرواتِ البلادِ وقدراتِها، أَمَّا حربُها في سوريةَ، فهي حربٌ دمويةٌّ بامتيازٍ، تستحقُّ على ما فعلت من جرائمَ أَعلى الأَوسمةِ، وأَغلى الجوائزِ، فمنذُ بدايةِ الثَّورةِ، وهي تقصفُ البشرَ والحجرَ والشَّجرَ، وجرَّبت علينا مئاتِ الصَّواريخِ والأَسلحةِ الحديثةِ، وتدرَّبَ على طرقِ قتلِنا آلافُ الآلافِ من جنودِها، وقد اعترفوا بأَنَّهم قد استخدموا في تجاربِهم على السُّوريِّين أَكثرَ من مئتي سلاحٍ.
هذه هي الدَّولةُ العظمى التي يجبُ أَن تحميَ الشُّعوبَ وتدافعَ عنها، ولكنَّ هذه الدُّولَ الكبرى قد أَصبحت وحوشاً والغةً بدماءِ ضحاياها، تريدُ أَن تنْقضَّ على كلِّ ضعيفٍ، أَو جارٍ من جيرانِها لكي تلتهمَه، وتجعلَه أَثراً بعدَ عينٍ، ولا من حسيبٍ أَو رقيبٍ، وحسبنُا اللهُ ونعمَ الوكيلُ.
في آخرِ صرعاتِ الموضةِ الرَّوسيَّةِ، (موضةِ تجريبِ الأَسلحةِ)، على الشُّعوبِ المستضعفةِ، لتدميرِها واستعبادِها، ونهبِ ثرواتِها، فقد وردَ في قناةِ الجزيرةِ بتاريخ: /15/ 10/ 2022م/، خبرٌ مفادُه أَنَّ نائباً روسيَّاً في مجلسِ: (الدُّوما) قد اقترح نقلَ صواريخَ: (فويفودا الباليستيَّةِ العابرةِ للقاراتِ) إِلى سورية، من أَجلِ تشكيلِ ما وصفَه بالمحيطِ الرَّادعِ من العدوانِ الخارجيِّ، وقد جاءَ في الخبرِ:
((نقلت وكالةُ: (نوفوستي الرُّوسيَّةُ) عن النّائبِ عن منطقةِ القرمِ: (ميخائيل شيريميت)، قولَه: (الآنَ يجري استبدالُ أَحدثِ صواريخِ: (سارمات)، بصواريخ: (فويفودا الباليستيَّةِ العابرةِ للقاراتِ)، والتي يطلقُ عليها عادةً: (الشَّيطان: ساتانا) في الغربِ، وبدلاً من التَّخلُّصِ من الصَّواريخِ التي تمَّت إِزالتُها من الخدمةِ القتاليَّةِ، أَقترحُ نقلَها إِلى البلدِ الصَّديقِ سورية… وقالَ النّائبُ: (سورية ليست قوَّةً نوويَّةً، لذا فإِنَّ إِمدادَها بصواريخَ باليستيَّةٍ تقليديَّةٍ قويَّةٍ سيخلقُ محيطاً موثوقاً للحمايةِ والرَّدعِ من التَّهديداتِ الخارجيَّةِ).
هكذا تريدُ روسيا المتوحِّشةُ المتغطرسةُ أَن تنقلَ معاركَها خارجَ حدودِها، وأَن تجعلَ سوريةَ أَرضاً وساحةً لخوضِ حروبِها، وإِظهارِ قوَّتِها وعنتريَّتِها، ولكي تجعلَها خراباً ودماراً، وكأَنَّها لم ترتوِ من دماءِ السُّوريِّينِ، ولم تشبعْ من لحومِ أَبنائِها، وهذا السَّلاحُ الشَّيطانيُّ الذي سترسلُه هديَّةً للشَّعبِ السُّوريِّ جزاءً ومكافأةً للسُّوريِّين على ما قامت به روسيا من تجاربَ عليهم، وعلى الشَّجرِ والحجرِ، وكأَنَّ شياطينَها الذين أَرسلتْهم منذُ بدايةِ الثَّورةِ، وما زالت ترسلُهم لم يقوموا بكلِّ ما يجبُ من قتلٍ وتدميرٍ، فهي تريدُ مزيداً من الدِّماءِ والخرابِ، فالوحوشُ لا تكفُّ عن افتراسِ الضَّحايا، والدُّبُّ الرُّوسيُّ متعطِّشٌ دائماً إِلى الكثيرِ من اللحومِ والشُّحومِ التي يختزنُها في جسدِه لكي يحافظَ على حياتِه في سباتِه الشَّتويِّ، ونسألُ اللهَ أَن يطولَ سباتُ هذه الدُّبِّ المتوحِّشِ بعدَ كلِّ هذه الجرائمِ التي يرتكبُها في أَنحاءِ العالمِ، وسيطولُ سباتُه قروناً وقروناً، إِن عاجلاً أَو آجلاً، وهذا مصيرُ كلِّ دولِ العالمِ الظَّالمةِ المعتديةِ، والقوى الغاشمةِ المستبدَّةِ منذُ فجرِ التَّاريخِ إِلى يومِنا هذا.
إِنَّ سورية قد أصبحت بلداً مباحاً لكلِّ من هبَّ ودبَّ، فعلى أَرضِها تُحاكُ المؤامراتُ وتُنفَّذُ، وعلى ما بها من خيراتٍ يتصارعُ ثيرانُ العالمِ ويتقاتلون، وأَحياناً يتَّفقون على تقاسمِها وتقطيعِها إِرباً إِرباً ليسهلَ عليهم ابتلاعُها والتَّحكُّمُ بها.
أَمّا كلبُ الحراسةِ بشّار، فهو صورةٌ كاريكاتوريّةٌ، فهو لا يهشُّ ولا ينشُّ، وهو مكفولٌ بطعامِه وشرابِه وحمايتِه من قبلِ أَسيادِه وجيرانِه، ومن قبلِ القوى المتحكَّمةِ في سوريَّة، ومن أَهمِّ هذه القوى الفُرْسُ الصَّفويُّون والرُّوسُ، والأَحزابُ والفصائلُ الشِّيعيَّةُ، ومن قبلِ أَبناءِ الطَّائفةِ النُّصيريَّةِ التي استقوت عليه، وصارَت عبارةً عن عصاباتِ خطفٍ وقتلٍ واغتصابٍ، أَو أَصبحوا أَعضاءً في مافياتِ الاتِّجارِ بالبشرِ والآثارِ والمخدَّراتِ.
فبشّارُ محصورُ بقوقعتِه التي يقبعُ تحتَها، وبينَ الحينِ والآخرِ يُستخرَجُ من وَكْرِه ليرى النُّورَ، ويشمَّ نسائمَ الحرِّيَّةِ، ولكي يأخذَ آلافَ الصُّورِ التي يلتقي بها مع عناصرِ حرسِه الذين هم بالآلافِ، ويرتدونَ الزِّيَّ المدنيَّ لكي يمثِّلوا دورَ الشَّعبِ الذي يحبُّ رئيسَه.
إِنَّ بشّارَ يعتبرُ من أَشدِّ الأَبطالِ في سورية، ومن أَمهرِ السَّاسةِ، ومن أَقوى الرُّؤساءِ الذين ما زالوا صامدين في وجهِ المفسدين والإِرهابيِّين والمخرِّبين والمرتزقةِ والمأَجورين والأَعداءِ.
ولكي نكون منصفينَ في ذلكَ، فلا يمكنُ أَن نغْمطَه حقَّه، ولا أَن نقلِّلَ من شأنِه، فهو يخوضُ حروباً عاتيةً، ويدافعُ عن وطنِه، ويخوضُ المعاركَ بنفسِه غيرَ هيّابٍ ولا متحاذلٍ، أَجلْ أَجلْ، فهو في كلِّ يومٍ يقتلُ الكثيرَ من هؤلاءِ، ويردُّ المعتدين عن حدودِ بلادِه، لا تتعجَّبوا، فبشّارُ يخوضُ معاركَ كبرى، ويسطِّرُ ملاحمَ عظمى من خلالِ الأَلعابِ التي يمارسُها من خلالِ المواقعِ والأَجهزةِ الإِلكترونيَّةِ التي يغصُّ بها وكْرُه في قاسيون، فهو يقضي أَوقاتاً عصيبةً في ردِّ الأَعداءِ، وتدميرِ الجيوشِ، ويتْقنُ فنونَ الحربِ الباردةِ والحارَّةِ، فمن خلالِ هذه الممارسةِ المستدامةِ لهذه الأَلعابِ، فقد صارَ خبيراً إِستراتيجيّاً بها، وصارت شركاتُ الأَلعابِ والمفرقعاتِ تستعينُ بخبراتِه وقدراتهِ الجهنَّميَّةِ، لكي تطوِّرَ من تقانتِها، وتسوِّقَ منتجاتِها.
فهنيئاً لسورية بهذا القائدِ الفذِّ، والذي لم يُوجدْ له مثيلٌ في عالمِ اليومِ، فهو قد تركَ أُمورَ البلادِ الصَّغيرةَ للصِّغارِ، واهتمَّ بمقارعةِ الأَندادِ الكبارِ، فهو يقاومُ إِيرانَ وعصاباتِها، ويحاربُ روسيا وجماعاتِها، ويتفرَّغُ لأَسماءَ وطلباتِها، ويربِّي الأَولادَ على قيمِ الحقِّ والرُّجولةِ، ويدرِّبُهم على مبادئِ الفروسيَّةِ والبطولةِ.
ومعذرةً منكم على التَّقصيرِ في وصفِ قدراتِ هذا الإِنسانِ الخارقِ الحارقِ، فهو فريدُ عصرِه، ونسيجُ وحدِه، وميّزاتُه الفنيَّةُ والتَّعبويَّةُ لا يحصيها كتابٌ، ولا تستوعبُها أَلبابٌ.
ودمتم بسلامٍ وأَمانٍ وعافيةٍ، وتصبحونَ على وطنٍ خالٍ من تلكَ الجراثيمِ التي تفتكُ في جسدِه الطَّاهرِ.