تقع مدينة تدمر وسط سوريا وتربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب مما يجعلها تتمتع بموقع استراتيجي مهم إضافةً إلى غناها بالثروات النفطية والمعدنية والغاز والفوسفات مما يجعلها عرضة للأطماع الأجنبية وخصوصاً روسيا إضافة إلى إيران التي تحاول جاهدة بسط نفوذها الديني وتشييع المنطقة من خلال تعزيز الميليشيات والمقرات الأمنية ونشر ما يسمى بالحسينيات.
حيث أن المدينة بالكامل سكانها من المسلمين السنة ويتم التضييق عليهم و اعتقال كل من لم ينتسب إلى صفوفهم ناهيك عن استباحة كل ما يجدونه في طريقهم في ما يسمى بحركة التعفيش والنهب ومن ثم حرق البيوت انتقاماً من أهلها و هذا الوضع السيء في المدينة أدى إلى رفض أغلب أهالي المدينة القاطنين في دمشق وحمص العودة إلى بلدهم أضف إلى ذلك عدم توفر مقومات الحياة في تلك المدينة فبعد أن بث النظام شائعات تقول بعودة الكهرباء إلى المدينة أكد مقيمون فيها بأنها لم تصل سوى إلى المقرات العسكرية والأمنية التي يوجد فيها الروس وميليشيات النظام وإيران كما أن باقي الخدمات متوفرة في تلك المناطق فقط.
كذلك المياه غير متوفرة ويتم شرائها من الصهاريج ولا يوجد في المدينة سوى فرن آلي واحد فقط ويتعرّض للأعطال بشكلٍ متكرر ولا يسد حاجة السكان.
في تدمر 12 مدرسة مدمرة بالكامل جراء القصف ولا يوجد سوى مدرستان فقط قيد الخدمة (مدرسة أذينة ومدرسة هدى الشعراوي) إحداها ابتدائية والأخرى إعدادية بينما لا توجد مدرسة ثانوية ويعد مستوى الكادر التدريسي منخفضاً للغاية وأغلب المدرسين غير مقيمين في المدينة يأتون من حمص.
ويوجد في تدمر مشفى وحيد يقتصر على تقديم بعض الإسعافات الأولية بينما لا يمكن إجراء العمليات الجراحية والتحاليل المخبرية بسبب نقص الأطباء والتجهيزات الطبية وبالتالي يضطر الأهالي للتوجه إلى مدينة حمص لتلقي العلاج
منذ عام ٢٠١٥ وعند دخول تنظيم داعش إلى مدينة تدمر قام سكانها بالنزوح إلى مناطق مختلفة فمنهم من فضل البقاء في حضن النظام وسافر إلى مناطقه بينما الأغلب هاجر إلى الشمال السوري المحرر ليبقى قسم منهم مقيماً فيه والقسم الآخر اتجه إلى تركيا إما ليستقر بها أو يهاجر إلى الدول الأوربية المجاورة.