يعاني قاطنو مخيم الركبان من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الحصار المفروض من قبل النظام السوري والمليشيات الإيرانية والروسية على المخيم من جهة، ومنع الجانب الأردني إدخال قافلات إنسانية وأممية للمخيم من جهة ثانية.
الحصار والأوضاع الاقتصادية الصعبة انعكست بشكل كبير على قاطني مخيم الركبان وخصوصا الأطفال، حيث أجبرت هذه الظروف الكثير منهم للعمل وإعالة عائلته.
الطفل خالد(14 عاماً) لم يتسن له إكمال تعليمه، فقد نزح من مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، إلى مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية منذ سبع سنوات.
اضطر خالد للعمل ليعيل أهله كون والده غير قادر على العمل، ولا يوجد لهم معيل غيره فهو يقوم بتعبئة المياه من أطراف المخيم على عربته الصغيرة، ونقله إلى سكان المخيم مقابل أجر زهيد لا يكفي ثمن ربطة خبز.
أكبر أماني خالد أن تنتهي هذه الحرب، والعودة إلى منزله في مدينة تدمر، وإكمال تعليمه الدراسي، والعودة إلى مقاعد الدراسة لا الصفوف الطينية.
مخيم الركبان تأسس عام 2014 ويقع في منطقة حدودية فاصلة بين سوريا والأردن، يؤوي نحو عشرة آلاف نازح حالياً جلهم نساء وأطفال، وقد وفدوا إليه تباعاً هاربين من المعارك على جبهات عدة في طريقهم الى الأردن، لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين قرب الحدود.
ويقع المخيم ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كيلومتراً أقامها التحالف الدولي بقيادة واشنطن وأنشأ فيها قاعدة التنف العسكرية، وينتشر في المنطقة مقاتلون من جيش مغاوير الثورة.
وبدأت أوضاع العالقين في المخيم بالتدهور خصوصاً منذ إعلان الأردن منتصف 2016 حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة، وزاد الوضع سوءاً مع تفشي وباء كوفيد-19 وإغلاق الأردن حدوده تماماً، حيث نفذ أهالي المخيم اعتصاما مفتوحاً منذ شهر 12-2021 احتجاجاً على الأوضاع المعيشية مطالبين الأمم المتحدة والتحالف الدولي بفك الحصار عنهم وإدخال المساعدات الإنسانية.