رفض العديد من أهالي مدينة “السخنة” شرق حمص العودة إلى منازلهم، على الرغم من التطمينات التي أطلقتها قوات النظام في الأونة الاخيرة
حيث أكد العديد من أهالي المدينة لشبكة تدمر الإخبارية رفضهم العودة بسبب تخوفهم من الإعتقال و سحب أبنائهم للخدمة العسكرية كما أن مخلفات تنظيم “داعش” من ألغام متفجرة، وعبوات ناسفة ما تزال تهدد حياة الأهالي، وتمنعهم من العودة إليها، إضافة إلى تمركز الميليشيات المدعومة من إيران داخل وأطراف المدينة.
وحسب مراسل شبكة تدمر الإخبارية في المنطقة إن. المدينة تعاني من ضعف شديد في الخدمات، فلا وجود للتيار الكهربائي، وتقتصر الاتصالات على برجين للتغطية الخلوية، أما الحصول على مياه الشرب صعب جداً خصوصاً أن المدينة تعاني من هذه الأزمة من قبل بدء الثورة في 2011، في حين تعتمد الميليشيات المتمركزة فيها على الإمدادت التي تصل إليها عن طريق مقارها الرئيسية في مدينة تدمر، وتعتمد في اتصالاتها على الشبكات اللاسلكية العسكرية، وعلى مولادات الديزل لتأمين التيار الكهربائي.
وأضاف المراسل أنه على الرغم من التطمينات التي يحاول إعلام النظام إظهارها للعلن فإن العودة تحتاج لموافقات أمنية من قِبل الميليشيات الإيرانية، الأمر الذي يهدد حياة الكثير من أبناء المدينة المتهمين بمناصرة تنظيم “داعش” خلال فترة سيطرتهم على المنطقة منوهاً إلى اعتقال عشرات الشبان منذ مطلع العام الجاري من قِبل ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني بتهمة واهية، ممن قرروا العودة للمدينة مشيراً الى أن أهالي المعتقلين حاولوا معرفة أسباب اعتقالهم، ومكان وجودهم إلا أن التهديد بملاحقتهم أمنياً من قِبل الميليشيات الإيرانية أجبرهم على التراجع عن موقفهم.
وحسب أحد النازحين إلى مدينة حمص والذي رفض الكشف عن أسمه خوفاً من الإعتقال أكد أن عدد الحواجز ازداد في المنطقة بشكل كبير خلال السنة الأخيرة حيث بدأت المليشيات بالتضيق على سكان المنطقة، فزادت وتيرة قتل الرعاة وسرقة الأغنام.
كما أكد على بدء مفرزة الأمن العسكري في المنطقة بإعادة الدراسات الأمنية لجميع سكان المنطقة البالغ عددهم 83 عائلة، ما فتح باب المزايدة على الموافقات الأمنية من جديد ووصلت كلفة الموافقة الأمنية على البقاء في المنطقة إلى مليون ونصف ما دفع معظم العوائل إلى النزوح من جديد، باتجاه تدمر أو مدينة حمص.
وما زاد من تخوف المدنيين بدء مليشيا الحرس الثوري الإيراني خلال الأشهر الماضية بملء بعض منازل المدنيين في المدينة بذخائر وصواريخ قصيرة المدى وبعض المعدات العسكرية. بهدف إخفائها وتجنيبها أي قصف من الطيران الإسرائيلي أو الأمريكي على غرار ما فعلت المليشيات في تدمر وخربة التياس شرقي حمص دون أي اعتراض من قبل قوات النظام .
تجدر الإشارة إلى أن آخر إحصائية رسمية لعدد السكان في مدينة “السخنة” بلغت 26 ألف نسمة قبل اندلاع الثورة السورية، وقد أُجبر معظمهم على النزوح بفعل غارات النظام، وسيطرة “داعش” على المنطقة، بينما لا يزيد عدد قاطنيها في الفترة الراهنة عن 1000 شخص معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.