أكثر من أربعة أعوام مضت على سيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بدعم من طيران الاحتلال الروسي على مدينة تدمر شرقي محافظة حمص، بعد معارك كر وفر وتبادل السيطرةٍ مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، أسفرت عن دمار كثير من الأبنية وتضرر البنية التحتية، فمن عاد ما زال يعيش واقعا مأساويا، بينما لم يسمح لمعظم المدنيين بالرجوع إلى بيوتهم حتى الآن.
لم تكتفي الميليشيات الإيرانية من سرقة ممتلكات المدنيين والاستيلاء على منازلهم، وتعمدها مع النظام السوري على عدم السماح للأهالي بالعودة إلى منازلهم بحجة عمله على إزالة الألغام ورفع الأنقاض وإعادة الخدمات للمدينة.
توجهت لسرقة احتياجاتهم ومستلزماتهم حيث استولت ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” على المخزون الرئيسي والاحتياطي للمحروقات في منطقة تدمر شرقي حمص، والتي تعتبر شريان الحياة بالنسبة للأهالي، في ظل تردي أوضاعهم الاقتصادية.
شكاوى من سوء الخدمات الطبية في مدينة تدمر
اشتكى الأهالي المتواجدين في مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية من سوء الخدمات الطبية، وعدم تواجد أطباء مقيمين في المشفى.
وقال مصدر خاص لـ “شبكة تدمر الإخبارية” إن الأهالي طالبوا بتواجد أطباء أخصائيين وخاصة لقسمي الأطفال والداخلية، لافتين أنهم بالوقت الراهن مجبرين على الذهاب إلى مدينة حمص للحصول على معاينة من طبيب أخصائي.
وأضاف المصدر أنها ليست المرة الأولى التي يطالب فيها الأهالي بتحسين الوضع الصحي بالمدنية، إضافة إلى الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وخبز، إلا أن السلطات المحلية لم تستجب لأي مطلب.
ولفت المصدر أن المرضى الذين لا يجدون طبيبا مختصا مجبرين للذهاب إلى مدينة حمص، ما يؤدي لزيادة المصاريف المادية عليهم، حيث في بعض الأحيان تصل المصاريف الجانبية إلى أكثر من مئة ألف ليرة سورية، ونتيجة قلة فرص العمل والمردود المادي الضعيف لا يستطيع المريض الحصول على معاينة طبيب مختص.
“الحرس الثوري” يستولي على احتياطي المحروقات بتدمر
كشفت مصادر محلية لـ “شبكة تدمر الإخبارية” عن استيلاء ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” على المخزون الرئيسي والاحتياطي للمحروقات في منطقة تدمر شرقي حمص.
وأضافت المصادر أن ميليشيا “الحرس الثوري” استولت على محطتي “البعث” و”البادية” التابعتين لنظام الأسد في مدينتي تدمر وخربة التياس شرقي حمص.
وأشارت المصادر أن الميليشيات الإيرانية سحبت 350 ألف ليتر من الخزانات الاحتياطية والرئيسية في المحطات التابعة للمؤسسة العامة للمحروقات، وهي إجمالي حصة المنطقة من المحروقات لمدة 4 أيام.
ولفتت المصادر إلى أن نظام الأسد لم يعترض على نهب ميليشيا “الحرس الثوري” المخصصات التي من المفترض أن تسد حاجة المنطقة من المحروقات لمدة أربع أيام، والتي فقدت المحروقات في أسواقها.
وأوضحت مصادر محلية أن أزمة المحروقات تبلغ ذروتها في منطقة ريف حمص الشرقي، بسبب الهيمنة الإيرانية على المنطقة والتحكم في محروقات المنطقة، وتعتبر الكميات الموجودة في المحطات التابعة لنظام الأسد شريان الحياة بالنسبة للأهالي، في ظل تردي أوضاعهم الاقتصادية.
يلاحق الخوف أهالي مدينة تدمر، ويمنعهم من العودة لمدينتهم، على الرغم من الدعوات المتكررة التي أطلقها النظام، بعد استعادته السيطرة على المدينة في مارس/آذار 2017، حيث القسم الأكبر من المدينة يخضع لسيطرة المليشيات الإيرانية التي سلبت أحياء بكاملها وصادرت منازل المدنيين.
ويعود تاريخ مدينة تدمر لأكثر من ألفي سنة، وهي مدرجة ضمن قائمة منظمة “اليونسكو” للتراث العالمي الإنساني، وتعرف بعروس البادية، كما تشتهر بآثارها ذات الأهمية التاريخية.