منذ بداية الثورة السورية ازداد عدد الحوزات الشيعية في سوريا بشكل كبير وبدعم إيراني واضح كما لوحظ انتشار الدعاة الشيعة في المدن والقرى السورية، بدعم من الجهات التابعة للنظام لنشر المذهب الشيعي وفتح حسينيات ومراكز دينية وثقافية ومراكز تدريس ومكتبات شيعية في غالبية المناطق.
وحسب تحقيق لشبكة تدمر الإخبارية فإن الأمر ظهر جلياً في القرى الشيعية وخاصة القرى المتاخمة. لريف حمص الشمالي كالأشرفية والنجمة والأمينية. وكفر عبد والمختارية والكم التي تحولت إلى ثكنات عسكرية ومراكز لنشر التشييع في حمص حسب الشبكة لأن معظم هذه القرى على تماس مباشر مع قادات ايرانية تحكمها وتمولها عبر خطوط ساخنة حيث كانت مرتعا مركزاً لأغلب المقرات والجمعيات الشيعية المدعومة. من ايران .
وخلال التحقيق رصدت الشبكة انتشار رايات الشيعية وصورا للمجرم قاسم سليماني التي ترتفع على مداخل وأسطح مقرات المليشيات الإيرانية في المنطقة
وحسب التحقيق تعتبر جمعية البستان من أبرز الجمعيات الايرانية في سورية
وهي جمعية خيرية بظاهرها تأسست عام 1999 تتبع لرجل األعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد وكانت تنشط بشكل لافت بالعملية التعليمية في الساحل السوري، ومساعدة إيران على مد نفوذها الشيعي في المنطقة، من خلال افتتاح ثانويات شرعية دينية أقرب ما تكون للمذهب الشيعي في القرى الموالية.
ومع اندلاع الإحتجاجات تحولت إلى تشكيل يضم متطوعين يشاركون في قمع المحتجين، والقتال إلى جانب قوات النظام السوري، وعملت الجمعية على دعم عملية نشر المذهب الشيعي بشكل مباشر بعد التغلغل الإيراني في سوريا، وساعدت على بناء الحسينيات والمدارس الشرعية، وإقامة الإحتفالات الشيعية في الساحل ودمشق
ومع تطور الوضع الميداني في سوريا ، ركزت جمعية البستان خدماتها على مستفيدين محددين، بما في ذلك موظفين الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام، وأفراد من المجتمع العلوي. تشمل المساعدات؛ رواتب شهرية، والتأمين، وإعانات لأسر الشهداء ومنح دراسية لأطفالهم.
وعلى الرغم نفي مسؤولي الجمعية أي نشاط عسكري لهم، واقتصار عملهم على الجانب الإنساني ،
إلا أنّ شواهد عدة فضحت هذه المزاعم حيث ظهر اسم ميليشيا “البستان” بشكل واضح في العام 2013 كرديف لقوات النظام في معارك حمص وحماة، واعترفت مواقع إعلامية موالية بتجنيد جمعية “البستان” لآلاف المتطوعين وصل عددهم بحسب بعض المصادر إلى 25 ألف شاب، برواتب وصلت لـ90 ألف ليرة سورية شهرياً، ومساعدات غذائية وتسهيلات اجتماعية.
كما رصدت الشبكة بعد مراجعة لعدد من الصفحات ال موالية على مواقع التواصل الاجتماعي أنشطة جمعية البستان بين عامي ٢٠١١ و٢٠٢٠ والتي عبرت عن التوجه الطائفي لأنشطة المؤسسة. فمن بين ١۳٠ موقعاً (مدن وبلدات وقرى) سجلت فيها الجمعية نشاطاً مستمراً أو مؤقتاً ، يقع ٦٥ بالمئة منها في محافظتي طرطوس واللاذقية، و٢٧ بالمئة في محافظتي حماة وحمص، في المناطق الريفية التي تسكنها أغلبية ساحقة من العلويين أو الشيعة. ويتضح التوجه الطائفي لجمعية البستان من خلال تعاونها مع المنظمات الخيرية الشيعية، مثل مركز الثقلين ، حيث يُقدَّر عدد المستفيدين من جمعية البستان الخيرية في عام ٢٠١٩ بنحو ٦٠ ألف مدني (من الطلاب والأسر محدودة الدخل) و٤٠ ألف من العسكريين، بمن فيهم أسر “الشهداء” والمقاتلين الجرحى المنتسبين لميليشياتها، أيضاً أفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية.
تختلف طريقة عمل الجمعيات الايرانية الشيعية من مكان إلى آخر، إذ تتكيف بحسب السياق المحلي، ففي المناطق الساحلية الريفية، تعتمد الجمعية على المخاتير ورجال الدين العلويين والشيعة لتحديد المستفيدين وتجنيد المقاتلين وجمع البيانات. وعلى النقيض من ذلك، تعتمد الجمعية على مجالس الإدارة المحلية وفروع حزب البعث لتوجيه أنشطتها وتنفيذ مشاريعها في المناطق التي تفتقر فيها إلى حضور تنظيمي.
وتعتبر جمعية البستان واحدة من عدة منظمات ساعدت على نشر التشيع ودعمت المليشيات الإيرانية خلال إعتدائاتها على السوريين بهذا الخصوص بينت الشبكة أن جمعيتي “جهاد البناء” و”المهدي” الايرانيتين ساعدتا بعملية التغيير الديمغرافي في مدينة حمص وريفها الشمالي والشرقي من خلال شراء المنازل والمحلات التجارية والاراضي عن طريق السماسرة المرتبطين بها حيث أن الجمعيات الإيرانية تتكفل بدفع الثمن إلى أصحاب المنازل عبر السماسرة والوسطاء
كما أن اكثر الاماكن المستهدفة بالشراء، تتركز في المناطق والقرى القريبة من القرى ذات الغالبية الشيعية او العلوية في محيط مدينة تلبيسة، وفي منطقة تدمر والبيارات الغربية
حيث أن عدداً من سماسرة قريتي المختارية والنجمة قاموا بشراء عدد كبير من العقارات سواء منازل أو محال تجارية أو أراض زراعية من الناحية الجنوبية لمدينة تلبيسة المواجهة لبلدتي النجمة والمختارية.
كما أن عدد من السماسرة اشتروا بمبالغ طائلة عدد من مزارع منطقة البيارات الغربية في مدينة تدمر لحساب المليشيات الشعية.
وحول المغريات المقدمة للأهالي، شددت المصادر على أن المبالغ المقدمة للأهالي، مرتفعة جداً، لإقناعهم ببيع ممتلكاتهم مبينةً أن الميليشيات الإيرانية تسعى للوصول إلى أكبر قدر ممكن من مساحة البلدات والمناطق المحاذية لمناطق الطائفتين الشيعية والعلوية، لجعلها تحت سيطرتها المطلقة دون أي اعتراض محلي من الأهالي، وذلك وفق عقود تنظم في دوائر مديريات البلدية التابعة للنظام والتي افتتحت مؤخراً في مدن وأرياف استعاد النظام السيطرة عليها.