في ظروف قاهرة وصحراء قاحلة وأجواء غبارية صعبة  شاء القدر أن تنمو شجرة مثمرة العريشة (شجرة العنب) في مخيم الركبان على الحدود السورية-الأردنية.

“أم سعد” نازحة في مخيم الركبان تروي لمراسلة شبكة تدمر الإخبارية، بأنها قامت منذ أربع سنوات بزراعة شجرة العنب ضمن دارها بالمخيم، واعتنت بها كل هذه السنوات من سقاية وتقليم، حتى بدأت تطرح أوراق العنب الصالحة لصناعة “أكلة اليبرق”.

وتتحدث “أم سعد”، عن أكلة “اليبرق” وحول تكلفة طبخها، حيث بلغ سعر كيلو ورق العنب(الدوالي) 7000 ليرة سورية، وتحتاج إلى كيلو من الأرز ويبلغ سعره 4000 ليرة سورية، وأيضاً اللحم والسمن والبهارات فهي تحتاج إلى ما يقارب 25 ألف ليرة سورية.

وتتابع “أم سعد”، ” أما اليوم في المخيم قمت باستبدال اللحم بالخضار التي زرعتها في بيتي البقدونس والنعنع مع وضع البندورة وقطفت الورق من شجرة العريشة التي قمنا بزرعها منذ أربع سنين في المخيم”.
تسعى أم سعد إلى التأقلم مع وضع النزوح في مخيم الركبان، والحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية منذ عدة شهور، لذا تلجأ هي وغيرها من نساء المخيم لابتكار أطعمة أو زراعة خضار وحشائش حول ديارهم الطينية، لمساعدتهم لتجاوز هذه الصعوبات.

ويعاني قاطنو مخيم الركبان الذي تأسس عام 2014 ويقع في منطقة حدودية فاصلة بين سوريا والأردن، ويؤوي نحو ثمانية آلاف نازحاً جلهم نساء وأطفال، من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الحصار المفروض من قبل النظام السوري والمليشيات الإيرانية والروسية على المخيم من جهة، ومنع الجانب الأردني إدخال قافلات إنسانية وأممية للمخيم من جهة ثانية.

وبدأت أوضاع العالقين في المخيم بالتدهور خصوصاً منذ إعلان الأردن منتصف 2016 حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة، وزاد الوضع سوءاً مع تفشي وباء كوفيد-19 وإغلاق الأردن حدوده تماماً، حيث نفذ أهالي المخيم اعتصاما مفتوحاً منذ شهر 12-2021 احتجاجاً على الأوضاع المعيشية مطالبين الأمم المتحدة والتحالف الدولي بفك الحصار عنهم وإدخال المساعدات الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *