ارتفعت حدة التوتر والقصف المتبادل بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري، على جبهات ريفي إدلب وحماة واللاذقية على خلفية مقتل عدد من مقاتلي المعارضة في منطقة سهل الغاب شمالي غربي سوريا.
وجاء التصعيد الجديد في المنطقة بالتزامن مع إعلان موسكو، نهاية أيار/مايو موعداً لعقد جولة جديدة من مفاوضات أستانة في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان.
وقال مصدر محلي، إن قوات النظام المتمركزة في منطقة سهل الغاب استهدفت بصاروخ موجه سيارة لجيش النصر التابع للجيش الوطني، ما أدى إلى مقتل 6 منهم وجرح ثلاثة أخرين، مشيراً إلى أن العناصر كانوا بصدد تغيير نوبة الحرس على محور قرية القاهرة، الواقعة على خط الجبهة الذي يفصل النظام عن الجيش الوطني في ريف حماة الشمالي الغربي.
وعلى الإثر، ردت الفصائل بقصف تجمعات قوات النظام بالمدفعية والصواريخ في معرة النعمان وكفرنبل وخان السبل في ريف إدلب، بينما استهدف قصف مماثل مواقعهم في معسكر جورين ومحور المشاريع وعين سلمو في ريف حماة الشمالي، ومحور الكبينة في ريف اللاذقية.
اقرأ أيضاً…صحيفة روسية: بوتين يعتزم سحب جزء من قواته الموجودة في سوريا
وبالمقابل، صعّدت قوات النظام من القصف الصاروخي والمدفعي الذي استهدف قرى جبل الزاوية، كنصفرة والفطيرة وسفوهن، في ريف إدلب الجنوبي. كما استهدف قصف مماثل مناطق انتشار الجيش الوطني في ريفي حلب الغربي اللاذقية.
وعزا عضو قيادة “هيئة ثائرون للتحرير” الفاروق أبو بكر التصعيد الأخير الذي كان بداية من طرف النظام السوري، مشيراً إلى أنه جاء بتعليمات روسية، استباقاً لمؤتمر أستانة الذي حددت روسيا انعقاده أواخر أيار.
وقال أبو بكر لموقع “المدن”، إن مشهد التصعيد العسكري الذي يسبق تحديد روسيا لموعد لمؤتمر أستانة يكاد يكون اعتيادياً، موضحاً أنه قبيل الجولات ال17 السابقة كانت المنطقة تشهد التصعيد نفسه.
وأضاف ما يختلف اليوم هو الحديث عن انكفاء الدور الروسي وضعفه في سوريا بسبب الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى أن التصعيد رسائل مبطنة لتركيا ولفصائل الجيش الوطني والفاعلين في سوريا فحواها تتلخص بالقول: “أنا موجود”.
ولا يستبعد أبو بكر تصعيداً أعنف تشارك فيه روسيا عبر طائراتها مع اقتراب موعد انعقاد الجولة، مؤكداً أن الفصائل العسكرية مستعدة للرد على كافة السيناريوهات المحتملة، مستشهداً على ذلك بالرد العسكري للجيش الوطني على مقتل عناصره الأحد، حيث قام بقصف قوات النظام على امتداد الجبهة الذي تفصله عنه، بداية بريف حلب مروراً بريف إدلب وصولاً إلى ريف اللاذقية.
ونعت صفحات موالية الملازم في صفوف قوات النظام أحمد كمال المحمد جراء القصف المدفعي من فصائل الجيش الوطني الذي استهدف موقعاً لقوات النظام على محور ريف حلبي الغربي، وينحدر المحمد من قرية الحميري في ريف مصياف شمالي سوريا.