الشَّامُ بلدُ الحضاراتِ ومهدُ الأَديانِ، أَرضُ المحبَّةِ والتَّسامحِ من مختلفِ الأَلوانِ والأَجناسِ، لقد أَصبحت وكراً لكلِّ الكائناتِ المشوَّهةِ، ولكلِّ الفئاتِ والمجموعاتِ المعتوهةِ، ولكلِّ مصّاصي الدِّماءِ، وسارقي الثَّرواتِ، وطالبي الثَّأرِ والانتقامُ، تأَتيها تلكَ العصاباتُ والمليشياتُ سيولاً وراءِ سيولٍ، وقطعاناً وراءَ قطعانٍ، لقد بدأَ الزَّحفُ المجوسيُّ نحوَ الشَّامِ منذُ احتلالِ الملعونِ البهرزيّ: (حافظ)، وكانَ ذلكَ ضمنَ مشاريعِ الصَّداقةِ والتَّعاونِ والتِّجارةِ وغيرِ ذلكَ من التَّسمياتِ الرَّنَّانةِ الطَّنَّانةِ، وهذا الخبيثُ البهرزيُّ كانَ حريصاً على التَّخفِّي وراءَ هذه الشِّعاراتِ الجوفاءِ، وكانَ يخطِّطُ مع أَبناءِ جلدتِه المجوسِ على جعلِ بلادِ الشَّامِ -وأَقصدُ هنا بلادَ الشَّامِ كلَّها، وليس سورية فقط- مرتعاً له ولطائفتِه، وهكذا أَخذوا يتغلغلونَ في مفاصلِ الدُّولِ العربيَّةِ، ويقومونِ بالمشاريعِ الصِّناعيَّةِ والتِّجاريَّةِ والخدميَّةِ، وشاركوا في تقديمِ العونِ والمساعداتِ للنَّاسِ المحتاجينَ، وفتحوا المشافي والمستوصفاتِ لمعالجةِ المرضى مجاناً، وقاموا بكفالةِ الحجَّاجِ إِلى بيتِ اللهِ الحرامِ، وهناكَ مشاريعُ خفيَّةٌ، ومصالحُ لا يعلمُ بها إِلاَّ اللهُ -سبحانه وتعالى- كانت تسيرُ على قدمٍ وساقٍ مع عصابةِ نصرِ اللاتِ، ومع الحوثةِ الأَشقياءِ، ومع غيرِهم في دولٍ أَخرى، وما زالَ الأَمرُ يَّتسعُ ويتَّسعُ على أَذنابِ المجوسُ وعصاباتِهم، وما زالَ الخناقُ يضيقُ ويضيقُ على أَهلِ السُّنَّةِ في بلادِ الشَّامِ، والعربُ قد أَخذوا موقفَ المتفرِّجِ، وهم بسببِ قصورِ تفكيرِهم لا يرونَ أَنَّ الأَمرِ يعنيهم، ولكنَّ الدَّائرةَ ستدورُ عليهم عاجلاً أَو آجلاً، ودولُ المحيطِ -وخاصَّةً إِسرائيل- تباركُ وتؤيِّدُ وتدعمُ، وتدافعُ عن إِيرانَ وتوغُّلِها في بلادِنا وتدميرِها لها، وعرقلةِ مسيرةِ التَّقدُّمِ والبناءِ فيها.
إِنَّ مجموعاتِ إِيرانَ الهمجيَّةَ الطَّائفيَّةَ كانت، وما زالت هي أَداةِ الذَّبحِ والتَّنكيلِ في بلادِنا، وكانت عصابةُ: (حزب اللاتِ) أَقذرَ هذه الأَدواتِ في ذبحِ أَهلِ الشَّامِ، ثمَّ جاءت ميليشيا لواءِ: (ذي الفقار) العراقيَّةِ التي لم تتورَّعْ عن أَيِّ عملٍ مشينٍ، وعن أَيِّ جريمةٍ نكراءِ،
ثمَّ ظهرَ الوحشُ المجرمُ الدَّمويُّ: (قاسم سليماني) قائدُ: (فيلق القدس)، الذي يخدمُ مصالحِ إِسرائيلَ، ويتَّفقُ معها على ما يقومُ بهِ في السّرِّ، ويعاديها في العلنِ، وهذا شأَنُ كلِّ الكائناتِ التي تسيطرُ عليها إِيرانُ، فإِيرانُ تجنِّدُ وتدعمُ المليشياتِ السُّوريةَ واللبنانيَّةَ والعراقيَّةَ والأَفغانيَّةَ والباكستَّانيَّةَ واليمنيَّةَ والآسيويَّةَ وغيرَها، وتقوِّي وتدعمُ كثيراً من المجموعاتِ السِّرِّيَّةِ في باقي الدُّولِ العربيَّةِ، وقد وصلُ تعدادُ هذه المجموعاتِ الإِجراميَّةِ في سوريَّةَ إِلى ما يفوقُ: /60/ مجموعةً، ويفوقُ تعدادُ عناصرِها إِلى أَكثرَ من: /100 أَلفٍ/ من القتلةِ المتمرِّسينِ، المتعطِّشينِ إِلى سفكِ الدِّماءِ، وإِزهاقِ الأَرواحِ، وأَضفْ إِلى ذلكَ المدنيِّين في لبنانِ وسوريّةَ المدجَّجين بالسَّلاحِ، والذين امتلأت بيوتُهم بكلِّ أَدواتِ القتلِ والإِجرامِ، وهم متشبِّعون بعقدةِ الثَّأرِ والانتقامِ، ولا يتورَّعون عن فعلِ أَيِّ شيءٍ مهما كانَ.
ولنأَخذْ على سبيلِ المثالِ، وليسَ الحصر، أَسماءَ بعضِ هذه المجموعاتِ الجرثوميَّةِ السَّرطانيَّةِ الخبيثةِ في سوريَّة مثلاً، وبعضُ هذه المجموعاتِ الدَّمويَّةِ المجرمةِ هي من السُّوريِّين كاللجانِ الشَّعبيَّةِ والدِّفاعِ المدنيِّ، وغيرِها من أَسماءِ السَّفَاحينِ، وإِليكَم بعضَ أَسماءِ تلكِ العصاباتِ:
((حزب اللات، أَبو الفضلِ العبّاس، فاطميّون، أَبو هاجر العراقيّ، ذو الفقار، قمر بني هاشم، لواء الطَّفِّ، لواء المعصوم، كتائب الإِمام عليّ، الحشد الشَّعبيّ، النُّجباء، سيّد الشُّهداء، حركة الأَبدال، حزب الله العراقي، عصائب أَهل الحقِّ، لواء أَسد الله الغالب، أَفواج كفيل زينب، لواء الإِمام الحسين، لواء الحمد، لواء الحسن المجتبى، لواء عمّار بن ياسر، لواء حيدر الكرّار، لواء اليوم الموعود، لواء الإِمام الحسين، فيلق الوعد الصّادق، قوّات محمَّد باقر الصَّدر، سرايا طلائع الخراسانيّ، لواء بقيَّة الله، لواء السَّيَّدة رقيَّة، لواء القوَّة 313، سرايا التَّوحيد، قوّات إِيرانيّة، الحرس الثَّوريَّ: الباسدران، قوّات التّعبئة: الباسيج، زينبيّون، الغالبون، سرايا المقاومة الإِسلاميَّة في سوريا، كتيبة الزَّهراءِ، كتيبة شهيد المحراب، كتيبة العبّاس، كتيبة الإِمام الرِّضى، فوج الإِمام الحجَّة، لواء الباقر، لواء الإِمام زين العابدين، ميليشيا حشد الجزيرة والفرات، لواء المختار الثَّقفيّ، ميليشيا لبَّيكَ يا سلمان، جيش التَّوحيد، لواء الجبل، قوّات الفهد، لبوات الجبل، حماة الدِّيار، صقور الصَّحراء، فوج مغاوير البحر، قوّات درع القلمون، قوّات درع الأَمن العسكريّ، لواء صعدة اليمنيّ، الجبهة الشَّعبيَّة لتحرير فلسطين، اللجان الشَّعبيَّة، حزب الله السّوريّ، لواء العرين، لواء درع الوطن)).
كما أَنَّ هناكَ الدُّبَّ الرُّوسيَّ الذي لا يتورَّعُ عن ارتكابِ أَبشعِ المجازرِ والجرائمِ في سوريّة، ولكنَّ اللهَ لم يتركَ هؤلاء المجرمين يسرحون ويمرحون، وسينتقمُ منهم ولو بعدَ حينٍ، وما نراه اليومَ من تداعياتٍ وانعكاساتٍ على إِيرانَ وروسيا لهو دليلٌ على عظمةِ اللهِ المنتقمِ الجبّارِ، فها هي إِيرانُ تشتعلُ بالمظاهراتِ، وتتجرَّعُ مرارةَ الأَلمِ الذي أَحدثته في سوريَّةَ، ولن تقومَ لها قائمةُ -إِن شاءَ اللهُ- في القريبِ العاجلِ، وكلَّما قامت للصَّفويِّين دولةٌ بعثَ اللهُ عليهم من يسومُهم الذُّلَّ والهوانَ، وينتقمُ منهم شرَّ انتقامٍ، وقد جاءَ في صحيحي: (البخاريِّ ومسلم) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لاَ يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرٌ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ قَيْصَرٌ بَعْدَهُ، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)).
أَمَّا روسيا المتجبِّرةُ المتغطرسةُ فقد غاصت حتّى رأَسِها في مستنقعِ الموتِ الأَوكرانيِّ، وقد فقدت غالبيَّةَ قوّاتهِا ومعدّاتها في تلكِ الحربِ، وقد قُتلَ في تلكَ المعاركِ أَعتى قادتِها الذين كانوا في سوريّة، وكانوا يتفاخرون ويتباهون بعرضِ عضلاتِهم، وقوَّةِ بأْسِهم، وكم كانوا ينتفخون وينتشون عندَ ذكرِ أَنواعِ الأَسلحةِ التي جرَّبوها على السُّوريِّين، وقد تجاوزت أَكثرَ من مئتي تجربةٍ من الأَسلحةِ الحديثةِ على الشَّعبِ السّوريِّ الأَعزلِ، فليذوقوا مرارةَ حقدِهم وجرائمِهم، وليعلموا أَنَّهم زائلون كغيرِهم من الأَممِ والشُّعوبِ التي طغت وتكبَّرت واعتدت، فالله -جلَّ جلالُه- سيقطعَ دابرَهم، ويستأَصلُ شأفتَهم.
إِنَّ إِيرانَ بكلِّ كائناتِها المتوحِّشةِ المحقونةِ بعقاقيرِ الكراهيةِ والحقدِ والانتقامِ، والمُشْبعةِ بغرائزِ الوحشيَّةِ والإِجرامِ لن تستطيعَ أَن تستمرَّ في هذا المسارِ، ولن تحقِّقَ منه إِلاَّ الخزيَ والعارَ، وستجرُّ أَذيالِ الهزيمةِ والخسرانِ، والخيبةِ والخذلانِ، فهم مثلُ أَسلافِهم الصَّفوييِّن والعبيديِّين والبويهيّين والقرامطةِ والنُّصيريّين، لن تقومَ لهم قائمةٌ بعدَ أَن يندحروا من بلادِنا، وسيثورُ عليهم أَبناءُ جلدتِهم، حيثُ زجّوا بهم في مشارقِ الأَرضِ ومغاربِها، وجعلوهم مادَّةً رخيصةً، ويداً قذرةً لاستعادةِ أَمجادِ الفُرْسِ المجوسِ، وللقضاءِ على العربِ والمسلمين الذين أَزالَوا غطرسةَ الفُرْسِ، ومحوا مملكةَ عبدةِ النَّارِ، وما يزالُ الحقدُ الفارسيُّ يأكلُ أَكبادَهم، ويستنزفُ مجهوداتِهم وقدراتِهم، وسيضيعُ كلُّ ذلكَ هباءً منثوراً، وهيهاتَ هيهاتَ أَن ينالوا ما أَرادوه، وما هذه العصاباتُ والمليشياتُ التي تستخدمُها إِيرانُ، وتضخِّمُها إِعلاميّاً، إِلاّ فقاعاتٌ فوقَ سيلٍ جارفٍ سيجتاحُ أَوكارَ هذه الفئرانِ المستأسدةِ، وسيجعلُها أَثراً بعدَ عينٍ، وإِنَّ غداً لناظرِه قريبٌ، فثورةُ الشّامِ لن تموتَ، مهما بذلوا وزجّوا من مرتزقةٍ مأجورين، ومهما ارتكبوا من فظائعَ ومجازرَ، فما يزيدُنا هذا الإِجرامُ إِلاَّ إِصراراً وصموداً، حتَّى نتخلَّصَ من هذه الجراثيمِ الخبيثةِ، والكائناتِ البهيميَّةِ الغريبةِ المتحوِّرةِ، والخاليةِ من مشاعرِ الإِنسانيَّةِ وقيمِها.

 

بقلم: نفثات مكلوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *