أُخذت هذه الصورة في العهد الوطني الحقيقي لسورية عام 1957 للرئيس السوري شكري القوتلي عندما زار مدينة تدمر حاضرة بادية الشام، وتذكرني هذه الصورة بتواضع هذا الرئيس المنتخب جماهيرياً حيث كانت سوريا تنعم في ظل حكمه بالديمقراطية الحقيقية، ومنح كل أنواع الحريات التي كان يضمنها الدستور السوري لكل المواطنين السورين بالتساوي وبدون أي تفرقة، ويشهد أيضاً له التاريخ بسماحة خلقه وتواضعه وسعة إدراكه للأمور، وأنه كان صاحب تضحية وإيثار وفي أمتياز، حيث تنازل وهو في قمة السلطة وبدون أي إكراه وبمحض إرادته حيث ختمها بالتنازل عن الرئاسة، وذلك في التوقيع على الوحدة الاندماجية الكاملة بالقاهرة بين سوريا الإقليم الشمالي وبين مصر الإقليم الجنوبي عام 1958 للزعيم جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر آنذاك، وأصبح اسمها (الجمهورية العربية المتحدة) وحتى تكون نواة لقيام الوحدة العربية المنتظرة أمل العرب والجماهير التي هتفت لها من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، وقد كانت هذه التجربة تعتبر الأولى بتاريخ العرب الحديث وعلى الرغم من كل السلبيات التي ظهرت والمآخذ عليها، فهي كانت بكل المقاييس خطوة رائدة ومتقدمة للوعي العربي المبكر الذي تآمر عليه أعداء الأمة بالخارج والداخل.