تسعى نساء مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية إلى إدخال البسمة على وجوه أفراد العائلة من خلال صناعة مأكولات اعتادوا على تناولها خلال شهر رمضان المبارك، رغم الحصار المفروض على المخيم من قبل النظام السوري والمليشيات الإيرانية والروسية.
ومن هذه الأكلات الشهية، الفطائر والسمبوسك التي لاتخلو منها موائد شهر رمضان المبارك في العديد من المحافظات السورية خلال السنوات الفائتة، حيث تقول أم عمر- نازحة بمخيم الركبان-إن “السمبوسك أكلة مشهورة وكنا دائما نصنعها على موائد الإفطار في شهر رمضان المبارك، لكنها اليوم باتت مكلفة للغاية”.
وتضيف أم عمر “أن أكلة السمبوسك تكلف على أصولها قرابة 60 ألف ليرة سورية لعائلة مكونة من 6 أشخاص، فهي تحتاج إلى 2 كيلوغرام من الطحين بسعر 8000 ليرة سورية لتكوين العجينة، إضافة إلى كيلوغرام من اللحم، ويتراوح سعره بين 22-24 ألف ليرة سورية، ولوازم اللحم من بصل وفلفل، كما تحتاج إلى الزيت”.
وتتابع أم عمر” أن مادة الزيت أصبحت نادرة وغير موجودة في أي بيت من بيوت المخيم حيث يبلغ سعر اللتر الواحد ما يقارب من 20 ألف ليرة سورية”، ولتحضير هذا الطبق فقد أحضرت أم عمر نصف كيلو من اللحم وكيلو ونصف من الطحين واستبدلت القلي بالزيت بشويها على الصاج.
أما “أم أحمد”-نازحة كذلك بمخيم الركبان- فتقوم بعمل فطائر السلق التي تقوم بزرعها في المخيم وحشوها بالعجين المكون من طحين وماء فقط، وشويها على الصاج وذلك كي لا تحرم أفراد عائلتها من الأكلات التي اعتادوا عليها فيما سبق”.
ويعاني قاطنو مخيم الركبان الذي تأسس عام 2014 ويقع في منطقة حدودية فاصلة بين سوريا والأردن، ويؤوي نحو عشرة آلاف نازح حالياً جلهم نساء وأطفال، من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الحصار المفروض من قبل النظام السوري والمليشيات الإيرانية والروسية على المخيم من جهة، ومنع الجانب الأردني إدخال قافلات إنسانية وأممية للمخيم من جهة ثانية.
وبدأت أوضاع العالقين في المخيم بالتدهور خصوصاً منذ إعلان الأردن منتصف 2016 حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة، وزاد الوضع سوءاً مع تفشي وباء كوفيد-19 وإغلاق الأردن حدوده تماماً، حيث نفذ أهالي المخيم اعتصاما مفتوحاً منذ شهر 12-2021 احتجاجاً على الأوضاع المعيشية مطالبين الأمم المتحدة والتحالف الدولي بفك الحصار عنهم وإدخال المساعدات الإنسانية.