تعتبر منطقة البادية الممتدة من بين مدينتي تدمر و مهين، بريف حمص الشرقي من المناطق الاستراتيجية عسكريا، نظرا لاحتوائها على أكبر مستودعات عسكرية محصّنة لجيش النظام في سوريا، والتي باتت تخضع للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى الاهتمام الإيراني بمطار تدمر العسكري، لقربه من خطوط الإمداد القادمة عبر معبر البوكمال في دير الزور،فقد شهدت المنطقة تصاعداً في التحركات العسكرية للميليشيات الإيرانية خلال شهر أيلول الماضي، حيث عززت وجودها بمطار تدمر بجلب طائرات مسيرة كما أرسلت تعزيزات عسكرية الى منطقة مهين قرب القريتين، والى حقل اراك النفطي شرقي مدينة تدمر
الإهتمام الإيراني بمنكقة البادية
اسباب الإهتمام الإيراني ببادية حمص والتحركات الإيرانية في بادية حمص مقصودة من قبل إيران، لأسباب متعددة أبرزها، اعتبار المنطقة الممتدة من مدينة حمص وحتى تدمر وباديتها، مهيأة من ناحية البنية التحتية للتموضع العسكري بمختلف أنواع الأسلحة، سواء برية أو جوية فهذه المنطقة واسعة جغرافيا وتحتوي على العديد من القطع العسكرية الكبيرة وعلى رأسها الفرقة 11، والفرقة 18 دبابات، في منطقة الفرقلس على طريق تدمر، إضافة لوجود عدد من ألوية الدفاع الجوي من بينها الفوج 75 في منطقة مسكنة ، واللواء رقم 136 في مطار الشعيرات العسكري .
وكذلك من المتوقع أن تستغل الميليشيات كل هذه المواقع العسكرية لتدريب عناصر جدد، وتخزين السلاح وخاصة الصواريخ في مستودعات مهين المحصّنة،
وللكثافة العسكرية في هذه المنطقة،دور كبير باهتمام الميليشيات بالمنطقة حيث يمكن أن تحد من خطورة الهحمات الأسرائيليةالجوية نظرا لبعد هذه المنطقة عن الحدود اللبنانية، ما يعني أن الطائرات الإسرائيلية لا بد أن تعبر الأجواء السورية لقصف هذه المواقع، وهذا ما يرشح أن يكون التصعيد أكبر، وربما يكون هناك رد إيراني ضد الطائرات الإسرائيلية نفسها.
تحرك الميليشيات في بادية تدمر
تهدف الميليشيات الإيرانية من خلال تحركاتها في منطقة تدمر إلى حماية قوافل السلاح والإمداد القادمة عبر العراق، والتي تمر عبر النقاط التالية، البوكمال- الجلاء في دير الزور- البادية السورية عبر السخنة- تدمر – ومن ثم إلى ريف حمص الشرقي ومناطق أخرى في سوريا، وعادة ما تتعرض قوافلها لهجمات مجهولة تتهم إيران بها “داعش”، ولذلك قامت بجلب الطائرات المسيّرة لتتمكن من مراقبة محيط القوافل أثناء تحركها ما يسهل عليها حمايتها
إمكانية حدوث تصعيد في هذه المنطقة من قِبل إسرائيل
التصعيد الإسرائيلي ضد إيران في سوريا، مستمر بكل حال كما كان خلال السنوات السابقة، وهو تصعيد غير محدد بوقت أو مكان، فإسرائيل تمتلك الضوء الأخضر من أميركا وروسيا باتفاق بينهم منذ العام 2018، لاستهداف المواقع الإيرانية على كامل الجغرافية السورية. وما سينتج في المستقبل حول الملف النووي الإيراني، سيكون نقطة فاصلة في التعامل من قبل إسرائيل وحتى حلفائها مع إيران في سوريا، وليس من المستبعد في حال فشل الاتفاق أن تشن إسرائيل حربا مفتوحة على إيران في سوريا يشمل مناطق البادية بدعم من حلفائها، لإجبارها على الانسحاب من سوريا على الرغم من صعوبة هذا الأمر
ويأتي أهتمام المليشيات الإيرانية بمنطقة البادية، بعد إقرار اسرائيلي بتنفيذ ضربات في سوريا، حيث أكد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، يائير لابيد، أن بلاده تشن هجمات في سوريا من أجل حماية أراضيها وصد الخطر عنها، وشدد بحسب تقارير صحفية على أن تل أبيب لن تسمح لطهران باستخدام سوريا قاعدة لتزويد حزب الله بالأسلحة.
الكاتب: مثنى العمر